رمضان وكيف تغير نفسك
قال تعالى:
{ شَهْر رَمَضَانَ الًذِيّ أُنزِلَ فِيهِ الْـقُـرْءَانُ هُـدًى لِّـلنــَّـاس وَبَـيِّـنَتٍ مِنْ الهُدَى }[سورة البقرة:185].
فاحرص – أخي المسلم.. أختي المسلمة – على اغتنام هذا الشهر المبارك،
وتذكر/ي حال إخوان لك كانوا بالأمس معك، فحضروا رمضان وقاموا وصلوا وصاموا،
ثم أتتهم آجالهم فقضوا قبل أن يدركوا رمضان الآخر، فهم الآن في قبورهم مرتهنون بأعمالهم،
فتذكر حالهم ومصيرهم وجد في عمل الصالحات فإنها ستنفعك وأنت أحوج ما تكون إليها،
وتذكر حال إخوان لك آخرين أدركوا رمضان وهم على الأسـِـرَّةِ البيضـاء لا حول لهم ولا قوة،
يتجرعون مرارة المرض، ويزيدهم حسرة وألما أنهم لا يستطيعون أن يشاركوا المسلمين هذه العبادة
أتى رمضان مزرعة العبـــاد *** لتـطهـــير الـقـلـــــوب مــن الـفـســـــاد
فأد حقوقــــه قـــــولا وفعـــلا *** وزاد ك فـــاتــخــذه لـــلـمــــعـــــــــاد
فمــن زرع الحبـــوب ومــا سقــاها *** تــــأوه نــادمــــا يـــــوم الحــصـــاد
وقــال آخـر:
إن رمضـــان أتــى مـقــبــــلا *** فــأقــبـــل فـــبــالخـــيــر يـُسْــتَــقــبَــل
لــعــلــك تخــطـئــه قــــابـــلا *** وتـــأتــي بــعــذر فــــلا يُــقْـــبَــــــــل
شهر رمضان قائم أصلا على قاعدة تغيير عادات الإنسان، فما هي قواعد تغيير النفس إلى الأصلح.
القاعدة الأولى: حدد بوضوح ما تريده
من المهم أن نحدد الهدف الذي نحتاجه، خذ ورقة وقلماً، واكتب الآن ما تريد تغييره في نفسك،
فمثلاً: أريد أن أمتنع عن التدخين.
بعد أن حددت هذا الهدف، أكتب بجانب هذا الهدف النتائج السيئة أو السلبية على عدم تحقيقك لهذا الهدف،
فمثلاً: النتائج للتدخين أولها: الحرج الشرعي.
ثانياً: الإضرار بالصحة.
ثالثاً: إتلاف المال
القاعدة الثانية: الأهداف والنتائج الإيجابية
مثلاً: الهدف ترك التدخين، فما هي نتائجه،
رضا الله سبحانه وتعالى تعويض الله للإنسان خيراً من التدخين تحسن الصحة إلى الأفضل وتوفير المال الذي كان يضيع في التدخين.
القاعدة الثالثة: ضع خطة عمل
يجب عليك أن تتخذ إجراء ما، ولتبدأ بهدف واحد تريد تحقيقه، ومن خلاله تغير نفسك، وضع خطوات العمل، فمثلاً: المحافظة على صلاة الجماعة، فما هي خطواتها:
1- قراءة الأحداث الواردة في فضل المحافظة على صلاة الجماعة، والتكبير إلى الصلاة، واستحضار فضل الصف الأول، وفضل المحافظة على التكبيرة الأولى.
2- استغلال الساعة لتنبيهك على دخول وقت الصلاة.
3- طلب من تثق به أن يعينك على ذلك ويذكرك بدخول وقت الصلاة.
4- قم بالتركيز على خطوات العمل التي قمت باختيارها، ثم ضعها في حيز التنفيذ.
القاعدة الرابعة: التدريب ثم التدريب ثم التدريب
لابد من معرفة أن التغيير ليس بالسهل، فإننا نواجه تغيير عادة تعودنا عليها سنين طويلة، ولذا لابد من التدريب،
والاستمرار على ترويض النفس، فبعد مرور مدة من تدريب ستتغير هذه العادة.
قال تعالى: (يَـأيُّـهَا الَّذينَ ءامَنواْ اصْبِرُوا وَرَابِطُواْ واتَّـقُـواْ الله َعَلَّكُمْ تُفْـلِـحُونَ) [آل عمران:200].
القاعدة الخامسة: الابتعاد عن السلبيين
حاول أن لا تجالس من لم يستطع تحقيق هذا التغيير، فإن هؤلاء سيقومون بتحطيمك ويضعون أمامك العراقيل التي تؤدي إلى توقفك عن مشروعك والهدف الذي وضعته لنفسك.