والعلم الصحيح لا يأتي إلا من خلال طلاب عندهم وعي كامل، وعقل مستنير، وقلب نابض،
يعرفون جيدًا أنهم يحملون على عاتقهم المسؤولية لتعليم الناس،
وحثهم على تطبيق هذا العلم في حياتهم،
فإذا كان طالب العلم لديه القدرة على الاستيعاب، وتحصيل العلم؛
فإنه سيقدِّمه للآخرين مبسطًا وميسرًا، بلا تعقيد أو تشويش،
فإن الفهم في تحصيل العلم مساعد رئيسي لجعل العلم صحيحًا بلا شوائب،
وهذا الفهم لا يأتي إلا من طالب واعٍ، له عقل مستنير، وقلب نابض،
وعليه فإن الطالب سيفهم المراد من أستاذه في وقت قصير،
بل إنه قد يصحِّح الأخطاء التي تقع من غيره حتى لو كان صغيرًا،
وحتى لو كان المخطئ الأستاذ؛ كما كان يفعل الإمام البخاري مع شيوخه،والإمام الشافعي أيضًا،
والفهم يُبنَى عليه العلم الصحيح،
فلا استنباط للمسائل بدون فهمٍ، ولا تلقي للعلم بدون فهم؛
فالحمار قد يحمل كتبًا ولا يفهم ما في هذه الكتب،
فنرى طلابًا لا يعلمون شيئًا عمَّا أخذوه من شيوخهم،
وفي نفس الوقت نرى طلابًا أذكياء يتلقون العِلم بسرعة،
بل إنهم قد يوجِّهون الشيخ في مسألة لتخرج منها مسألة أخرى كانت بعيدة عن الشيخ،
بل إن الطالب الواعي كثير السؤال؛ لأن عقله أوسع من غيره،
فينتج عن ذلك زيادة في العلم فضلاً عن تفصيل في الحكم أو المعلومة التي يتلقاها من أستاذه،
فالأستاذ يأتي بكل شيء في هذا الحكم؛
لأن كثرة السؤال تفتح أمامه كل الأبواب العلمية،
فالفهم مفتاح العلم، فكلما كان الطالب ذكيًّا كان العلم صحيحًا،
وكلما كان طالب العلم غبيًّا كان العلم مشوشًا.